قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَهْدِىٓ إِلَى ٱلْحَقِّ ۚ قُلِ ٱللَّهُ يَهْدِى لِلْحَقِّ ۗ أَفَمَن يَهْدِىٓ إِلَى ٱلْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لَّا يَهِدِّىٓ إِلَّآ أَن يُهْدَىٰ ۖ فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ
﴿٣٥﴾سورة يونس تفسير السعدي
" قُلِ اللَّهُ " وحده " يَهْدِي لِلْحَقِّ " بالأدلة والبراهين, وبالإلهام والتوفيق, والإعانة إلى سلوك أقوم طريق.
" أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي " أي: لا يهتدي " إِلَّا أَنْ يُهْدَى " لعدم علمه, ولضلاله, وهي شركاؤهم, التي لا تهدي ولا تهتدي إلا أن تهدى " فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ " أي: أيّ شيء جعلكم تحكمون هذا الحكم الباطل, بصحة عبادة أحد مع الله, بعد ظهور الحجة والبرهان, أنه لا يستحق العبادة إلا الله وحده.
فإذا تبين أنه ليس في آلهتهم التي يعبدون مع الله, أوصافا معنوية, ولا أوصافا فعلية, تقتضي أن تعبد مع الله, بل هي متصفة بالنقائص الموجبة لبطلان إلهيتها, فلأي شيء جعلت مع الله آلهة؟ فالجواب: أن هذا من تزيين الشيطان للإنسان, أقبح البهتان, وأضل الضلال, حق اعتقد ذلك وألفه, وظنه حقا, وهو لا شيء.