قَالَ رَبِّ إِنِّى وَهَنَ ٱلْعَظْمُ مِنِّى وَٱشْتَعَلَ ٱلرَّأْسُ شَيْبًۭا وَلَمْ أَكُنۢ بِدُعَآئِكَ رَبِّ شَقِيًّۭا
﴿٤﴾سورة مريم تفسير السعدي
" رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي " أي: وهى وضعف, وإذا ضعف العظم, الذي هو عماد البدن, ضعف غيره.
" وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا " لأن الشيب دليل الضعف والكبر, ورسول الموت, ورائده, ونذيره.
فتوسل إلى الله تعالى بضعفه وعجزه, وهذا من أحب الوسائل إلى الله, لأنه يدل التبري من الحول والقوة, وتعلق القلب بحول الله وقوته.
" وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا " أي: لم تكن يا رب تردني خائبا ولا محروما من الإجابة.
بل لم تزل بي حفيا, ولدعائي مجيبا.
ولم تزل ألطافك تتوالى علي, وإحسانك واصلا إلي.
وهذا توسل إلى الله, بإنعامه عليه, وإجابة دعواته السابقة.
فسأل الذي أحسن سابقا, أن يتمم إحسانه لاحقا.