لَّا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا إِلَّا سَلَٰمًۭا ۖ وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةًۭ وَعَشِيًّۭا
﴿٦٢﴾سورة مريم تفسير السعدي
" لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا " أي: كلاما لاغيا, لا فائدة فيه, ولا ما يؤثم.
فلا يسمعون فيها شتما, ولا عيبا, ولا قولا فيه معصية لله, أو قولا مكدرا.
" إِلَّا سَلَامًا " أي: الأقوال السالمة من كل عيب, من ذكر لله, وتحية, وكلام سرور, وبشارة, ومطارحة الأحاديث الحسنة بين الإخوان وسماع خطاب الرحمن, والأصوات الشجية, من الحور, والملائكة, والولدان, والنغمات المطربة, والألفاظ الرخيمة, لأن الدار, دار السلام, فليس فيها إلا السلام التام في جميع الوجوه.
" وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا " أي: أرزاقهم من المآكل والمشارب, وأنواع اللذات, مستمرة حيثما طلبوا, وفي أي وقت رغبوا.
ومن تمامها, ولذاتها, وحسنها, أن تكون في أوقات معلومة.
" بُكْرَةً وَعَشِيًّا " ليعظم وقعها ويتم نفعها.
فتلك الجنة التي وصفناها بما ذكر " الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا " أي: نورثها المتقين, ونجعلها منزلهم الدائم, الذي لا يظعنون عنه, ولا يبغون عنها حولا كما قال تعالى: " وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ " .