فَٱسْتَجَبْنَا لَهُۥ فَكَشَفْنَا مَا بِهِۦ مِن ضُرٍّۢ ۖ وَءَاتَيْنَٰهُ أَهْلَهُۥ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةًۭ مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَىٰ لِلْعَٰبِدِينَ
﴿٨٤﴾سورة الأنبياء تفسير السعدي
فتوسل إلى الله بالإخبار عن حال نفسه, وأنه بلغ الضر منه كل مبلغ.
وبرحمة ربه الواسعة العامة استجاب الله له, وقال: " ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ " فركض برجله فخرجت من ركضته عين ماء باردة فاغتسل منها وشرب, فأذهب الله عنه ما به من الأذى.
" وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ " أي: رددنا عليه أهله وماله.
" وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ " بأن منحه الله العافية, ومن الأهل والمال شيئا كثيرا.
" رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا " به, حيث صبر ورضي, فأثابه الله ثوابا عاجلا, قبل ثواب الآخرة.
" وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ " أي: جعلناه عبرة للعابدين, الذين ينتفعون بالصبر.
فإذا رأوا ما أصاب أيوب عليه السلام من البلاء, ثم ما أثابه الله بعد زواله, ونظروا السبب, وجدوه, الصبر.
ولهذا أثنى الله عليه به في قوله: " إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ " .
فجعلوه أسوة وقدوة, عندما يصيبهم الضر.