إِنَّ هَٰذِهِۦٓ أُمَّتُكُمْ أُمَّةًۭ وَٰحِدَةًۭ وَأَنَا۠ رَبُّكُمْ فَٱعْبُدُونِ
﴿٩٢﴾سورة الأنبياء تفسير السعدي
ولما ذكر الأنبياء عليهم السلام, قال مخاطبا للناس: " إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً " .
أي: هؤلاء الرسل المذكورون هم أمتكم وائمتكم الذين بهم تأتمون, وبهديهم تقتدون, كلهم على دين واحد, وصراط واحد, والرب أيضا واحد.
ولهذا قال: " وَأَنَا رَبُّكُمْ " الذي خلقتكم, وربيتكم بنعمتي, في الدين والدنيا.
فإذا كان الرب واحدا, والنبي: واحدا, والدين واحدا, وهو: عبادة الله, وحده لا شريك له, بجميع أنواع العبادة كان وظيفتكم, والواجب عليكم, القيام بها.
ولهذا قال: " فَاعْبُدُونِ " فرتب العبادة على ما سبق بالفاء, ترتيب المسبب على سببه.