وَلَقَدْ كُنتُمْ تَمَنَّوْنَ ٱلْمَوْتَ مِن قَبْلِ أَن تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ
﴿١٤٣﴾سورة آل عمران تفسير السعدي
ثم وبخهم تعالى, على عدم صبرهم بأمر كانوا يتمنونه, ويودون حصوله فقال: " وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ " وذلك أن كثيرا من الصحابة " 4 ممن فاته بدر, كانوا يتمنون أن يحضرهم الله مشهدا, يبذلون فيه جهدهم.
قال الله تعالى لهم " فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ " أي: ما تمنيتم بأعينكم " وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ " فما بالكم وترك الصبر؟ هذه حالة لا تليق, ولا تحسن, خصوصا لمن تمنى ذلك, وحصل له ما تمنى.
فإن الواجب عليه, بذل الجهد, واستفراغ الوسع في ذلك.
وفي هذه الآية, دليل على أنه لا يكره تمني الشهادة.
ووجه الدلالة أن الله تعالى أقرهم على أمنيتهم, ولم ينكر عليهم.
وإنما أنكر عليهم عدم العمل بمقتضاها, والله أعلم.