أَفَغَيْرَ ٱللَّهِ أَبْتَغِى حَكَمًۭا وَهُوَ ٱلَّذِىٓ أَنزَلَ إِلَيْكُمُ ٱلْكِتَٰبَ مُفَصَّلًۭا ۚ وَٱلَّذِينَ ءَاتَيْنَٰهُمُ ٱلْكِتَٰبَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُۥ مُنَزَّلٌۭ مِّن رَّبِّكَ بِٱلْحَقِّ ۖ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُمْتَرِينَ
﴿١١٤﴾سورة الأنعام تفسير السعدي
أي: قل يا أيها الرسول " أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا " أحاكم إليه, وأتقيد بأوامره ونواهيه.
فإن غير الله محكوم عليه, لا حاكم.
وكل تدبير وحكم للمخلوق فإنه مشتمل على النقص, والعيب, والجور.
وإنما الذي يجب أن يتخذ حاكما, هو الله وحده لا شريك له, الذي له الخلق والأمر.
" وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا " أي: موضحا فيه الحلال والحرام, والأحكام الشرعية, وأصول الدين وفروعه, الذي لا بيان فوق بيانه, ولا برهان أجلى من برهانه, ولا أحسن منه حكما ولا أقوم قيلا, لأن أحكامه مشتملة على الحكمة والرحمة.
وأهل الكتب السابقة, من اليهود, والنصارى, يعترفون بذلك و " يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ " ولهذا, تواطأت الأخبار " فَلَا " تشكن في ذلك ولا " تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ " .