فَكُلُواْ مِمَّا ذُكِرَ ٱسْمُ ٱللَّهِ عَلَيْهِ إِن كُنتُم بِـَٔايَٰتِهِۦ مُؤْمِنِينَ
﴿١١٨﴾سورة الأنعام تفسير السعدي
يأمر تعالى, عباده المؤمنين, بمقتضى الإيمان, وأنهم, إن كانوا مؤمنين, فليأكلوا مما ذكر اسم الله عليه, من بهيمة الأنعام, وغيرها, من الحيوانات المحللة, ويعتقدوا حلها, ولا يفعلوا كما يفعل أهل الجاهلية, من تحريم كثير من الحلال, ابتداعا من عند أنفسهم, وإضلالا من شياطينهم.
فذكر الله, أن علامة المؤمن, مخالفة أهل الجاهلية, في هذه العادة الذميمة, المتضمنة لتغيير شرع الله, وأنه, أي شيء يمنعهم من أكل ما ذكر اسم الله عليه, وقد فصل الله لعباده ما حرم عليهم, وبينه, ووضحه؟ فلم يبق فيه إشكال ولا شبهة, توجب أن يمتنع من أكل بعض الحلال, خوفا من الوقوع في الحرام.
ودلت الآية الكريمة, على أن الأصل في الأشياء والأطعمة, الإباحة.
وأنه, إذا لم يرد الشرع بتحريم شيء منها, فإنه باق على الإباحة.
فما سكت الله عنه, فهو حلال, لان الحرام قد فصله الله, فما لم يفصله الله, فليس بحرام.