۞ وَٱكْتُبْ لَنَا فِى هَٰذِهِ ٱلدُّنْيَا حَسَنَةًۭ وَفِى ٱلْءَاخِرَةِ إِنَّا هُدْنَآ إِلَيْكَ ۚ قَالَ عَذَابِىٓ أُصِيبُ بِهِۦ مَنْ أَشَآءُ ۖ وَرَحْمَتِى وَسِعَتْ كُلَّ شَىْءٍۢ ۚ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَٱلَّذِينَ هُم بِـَٔايَٰتِنَا يُؤْمِنُونَ
﴿١٥٦﴾سورة الأعراف تفسير السعدي
وقال موسى في تمام دعائه " وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً " من علم نافع, ورزق واسع, وعمل صالح.
" وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً " , وهي ما أعد اللّه لأوليائه الصالحين من الثواب.
" إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ " أي: رجعنا مقرين بتقصيرنا, منيبين في جميع أمورنا.
" قَالَ " اللّه تعالى " عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ " ممن كان شقيا, متعرضا لأسبابه.
" وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ " من العالم العلوي والسفلي, البر والفاجر, المؤمن والكافر.
فلا مخلوق, إلا قد وصلت إليه رحمة اللّه, وغمره فضله وإحسانه.
ولكن الرحمة الخاصة, المقتضية لسعادة الدنيا والآخرة, ليست لكل أحد.
ولهذا قال عنها: " فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ " المعاصي, صغارها, وكبارها.
" وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ " الواجبة مستحقيها " وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ " .
ومن تمام الإيمان بآيات اللّه, معرفة معناها, والعمل بمقتضاها.
ومن ذلك اتباع النبي صلى الله عليه وسلم, ظاهرا وباطنا, في أصول الدين, وفروعه.