وَمِمَّنْ خَلَقْنَآ أُمَّةٌۭ يَهْدُونَ بِٱلْحَقِّ وَبِهِۦ يَعْدِلُونَ
﴿١٨١﴾سورة الأعراف تفسير السعدي
وقوله: " وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ " أي: ومن جملة من خلقنا, أمة فاضلة, كاملة في نفسها, مكملة لغيرها, يهدون أنفسهم وغيرهم, بالحق, فيعلمون الحق, ويعملون به, ويعلمونه, ويدعون إليه وإلى العمل به.
" وَبِهِ يَعْدِلُونَ " بين الناس في أحكامهم, إذا حكموا في الأموال, والدماء والحقوق, والمقالات, وغير ذلك.
وهؤلاء أئمة الهدى, ومصابيح الدجا.
وهم الذين أنعم اللّه عليهم بالإيمان, والعمل الصالح, والتواصي بالحق, والتواصي بالصبر.
وهم الصديقون الذين مرتبتهم, تلي مرتبة الرسالة.
وهم في أنفسهم مراتب متفاوتة كل بحسب حاله, وعلو منزلته.
فسبحان من يختص برحمته من يشاء, واللّه ذو الفضل العظيم.