كِتَٰبٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُن فِى صَدْرِكَ حَرَجٌۭ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِۦ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ
﴿٢﴾سورة الأعراف تفسير السعدي
" كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ " أي: كتاب جليل, حوى كل ما يحتاج إليه العباد, وجميع المطالب الإلهية, والمقاصد الشرعية, محكما مفصلا.
" فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ " أي: ضيق وشك واشتباه.
بل لنعلم أنه تنزيل من حكيم حميد, وأنه أصدق الكلام, لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
فلينشرح له صدرك, ولتطمئن به نفسك, ولتصدع بأوامره ونواهيه, ولا تخش لائما ومعارضا.
" لِتُنْذِرَ بِهِ " الخلق, وتعظهم, وتذكرهم, فتقوم الحجة على المعاندين.
ليكن " وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ " كما قال تعالى " وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ " يتذكرون به الصراط المستقيم, وأعماله الظاهرة والباطنة, وما يحول بين العبد, وبين سلوكه.
ثم خاطب اللّه العباد, ولفتهم إلى الكتاب فقال: