إِن تَسْتَفْتِحُواْ فَقَدْ جَآءَكُمُ ٱلْفَتْحُ ۖ وَإِن تَنتَهُواْ فَهُوَ خَيْرٌۭ لَّكُمْ ۖ وَإِن تَعُودُواْ نَعُدْ وَلَن تُغْنِىَ عَنكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْـًۭٔا وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلْمُؤْمِنِينَ
﴿١٩﴾سورة الأنفال تفسير السعدي
" إِنْ تَسْتَفْتِحُوا " أيها المشركون, أي: تطلبون من اللّه أن يوقع بأسه وعذابه.
على المعتدين الظالمين.
" فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ " حين أوقع اللّه بكم من عقابه, ما كان نكالا لكم, وعبرة للمتقين " وَإِنْ تَنْتَهُوا " عن الاستفتاح " فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ " لأنه ربما أمهلكم, ولم يعجل لكم النقمة.
" وَلَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ " أي: أعوانكم وأنصاركم, الذين تحاربون وتقاتلون, معتمدين عليهم " شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ " ومن كان اللّه معه فهو المنصور وإن كان ضعيفا قليلا عدده.
وهذه المعية التي أخبر اللّه أنه يؤيد بها المؤمنين, تكون بحسب ما قاموا به من أعمال الإيمان.
فإذا أديل العدو على المؤمنين في بعض الأوقات, فليس ذلك إلا تفريطا من المؤمنين وعدم قيام بواجب الإيمان ومقتضاه, وإلا فلو قاموا بما أمر اللّه به من كل وجه.
لما انهزمت لهم راية انهزاما مستقرا ولا أديل عليهم عدوهم أبدا.