وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ ٱلْتَقَيْتُمْ فِىٓ أَعْيُنِكُمْ قَلِيلًۭا وَيُقَلِّلُكُمْ فِىٓ أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِىَ ٱللَّهُ أَمْرًۭا كَانَ مَفْعُولًۭا ۗ وَإِلَى ٱللَّهِ تُرْجَعُ ٱلْأُمُورُ
﴿٤٤﴾سورة الأنفال تفسير السعدي
فعلم اللّه من قلوبكم, ما صار سببا للطفه وإحسانه بكم, وصدق رؤيا رسوله.
فأرى اللّه المؤمنين عدوهم, قليلا في أعينهم, ويقللكم - يا معشر المؤمنين - في أعينهم.
فكل من الطائفتين, ترى الأخرى قليلة, لتقدم كل منهما على الأخرى.
" لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا " من نصر المؤمنين, وخذلان الكافرين وقتل قادتهم, ورؤساء الضلال منهم, ولم يبق منهم أحد, له اسم يذكر, فيتيسر بعد ذلك انقيادهم إذا دعوا إلى الإسلام, فصار أيضا لطفا بالباقين, الذين مَنَّ اللّه عليهم بالإسلام.
" وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ " أي: جميع أمور الخلائق ترجع إلى اللّه, فيميز الخبيث من الطيب, ويحكم في الخلائق بحكمه العادل, الذي لا جور فيه, ولا ظلم.