لَقَدْ جَآءَكُمْ رَسُولٌۭ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِٱلْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌۭ رَّحِيمٌۭ
﴿١٢٨﴾سورة التوبة تفسير السعدي
يمتن تعالى, على عباده المؤمنين, بما بعث فيهم النبي الأمي, الذي من أنفسهم, يعرفون حاله, ويتمكنون من الأخذ عنه, ولا يأنفون عن الانقياد له.
وهو صلى الله عليه وسلم في غاية النصح لهم, والسعي في مصالحهم.
" عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ " أي: يشق عليه الأمر, الذي يشق عليكم ويعنتكم.
" حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ " فيحب لكم الخير, ويسعى جهده, في إيصاله إليكم, ويحرص على هدايتكم إلى الإيمان, ويكره لكم الشر, ويسعى جهده, في تنفيركم عنه.
" بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ " أي: شديد الرأفة والرحمة بهم, أرحم بهم من والديهم.
ولهذا كان حقه مقدما على سائر حقوق الخلق, وواجب على الأمة الإيمان به, وتعظيمه, وتوقيره, وتعزيره.