لَا تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَٰنِكُمْ ۚ إِن نَّعْفُ عَن طَآئِفَةٍۢ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَآئِفَةًۢ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ
﴿٦٦﴾سورة التوبة تفسير السعدي
" لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ " .
فإن الاستهزاء باللّه ورسوله, كفر مخرج عن الدين.
لأن أصل الدين, مبني على تعظيم اللّه, وتعظيم دينه ورسله.
والاستهزاء بشيء من ذلك, مناف لهذا الأصل, ومناقض له أشد المناقضة.
ولهذا لما جاءوا إلى الرسول, يعتذرون بهذه المقالة, والرسول لا يزيدهم على قوله " أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ " .
وقوله " إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ " لتوبتهم واستغفارهم وندمهم.
" نُعَذِّبْ طَائِفَةً " منكم " بِأَنَّهُمْ " أي بسبب أنهم " كَانُوا مُجْرِمِينَ " مقيمين على كفرهم ونفاقهم.
وفي هذه الآيات, دليل على أن من أسر سريرة, خصوصا السريرة, التي يمكر فيها بدينه, ويستهزئ به وبآياته ورسوله, فإن اللّه تعالى يظهرها ويفضح صاحبها, ويعاقبه أشد العقوبة.
وأن من استهزأ بشيء من كتاب اللّه وسنة رسوله الثابتة عنه, أو سخر بذلك, أو تنقصه, أو استهزأ بالرسول, أو تنقصه, فإنه كافر باللّه العظيم, وأن التوبة مقبولة من كل ذنب, وإن كان عظيما.