كَٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ كَانُوٓاْ أَشَدَّ مِنكُمْ قُوَّةًۭ وَأَكْثَرَ أَمْوَٰلًۭا وَأَوْلَٰدًۭا فَٱسْتَمْتَعُواْ بِخَلَٰقِهِمْ فَٱسْتَمْتَعْتُم بِخَلَٰقِكُمْ كَمَا ٱسْتَمْتَعَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُم بِخَلَٰقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَٱلَّذِى خَاضُوٓاْ ۚ أُوْلَٰٓئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَٰلُهُمْ فِى ٱلدُّنْيَا وَٱلْءَاخِرَةِ ۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلْخَٰسِرُونَ
﴿٦٩﴾سورة التوبة تفسير السعدي
يقول تعالى واصفا حال المنافقين: إن حالكم - أيها المنافقون - كحال أمثالكم ممن سبقوكم إلى النفاق والكفر, وقد كانوا أقوى منكم وأكثر أموالا وأولادا, استمتعوا بما قدر لهم, من حظوظ الدنيا, وأعرضوا عن ذكر اللّه وتقواه, وقابلوا أنبياءهم بالاستخفاف, وسخروا منهم فيما بينهم وبين أنفسهم.
وقد استمتعتم بما قدر لكم, من ملاذ الدنيا كما استمتعوا, وخضتم فيما خاضوا فيه, من المنكر والباطل.
إنهم قد بطلت أعمالهم, فلم تنفعهم في الدنيا ولا في الآخرة, وكانوا هم الخاسرين.
وأنتم مثلهم في سوء الحال والمآل, والعاقبة الوخيمة.